Résumé :
يُعتبر النبي «أفضل خلق الله»، أو حتى نستعيد عبارة الصوفية «الإنسان الكامل»، وهو يدرَك أيضا باعتباره عماد السموّ الروحي. ومن ثمَّ الضرورة التي تتحكم في الإسلام منذ الأصل في السلوك نحو الله ، أي باتخاذ النبي أُسوةً، فلا أحد يمكنه أن يطمع في الوصول إلى أعتاب الحضرة الإلهية، أو بعبارة أخرى «للوَلاية» إلا بالاتّباع الأكيد والمتواضع للأنموذج الذي يجسده محمد (ص). هذا الاتباع، كما يتصوره الصوفية، لا يمكن اختزاله في الجانب الصوري المحض، بما يعنيه ذلك طبعا من التزام صارم بالواجبات الدينية، فهو اتّباع يُعتبر جوهريا «تعلّقا» بالنبي بالمعنى الأشدّ قوة لهذه العبارة، حتى لَيغدوَ قلب المؤمن موطنا له. إننا هنا لا نوجد في مستوى العقيدة وإنما في مستوى التجربة و«المحسوس».